05 - 05 - 2025

ماستر سين | اعتزال لطفي لبيب

ماستر سين | اعتزال لطفي لبيب

من الأخبار التي تدعوني للتعاطف بشدة، خبر اعتزال فنان، وعلى النحو الأدق: اعتزال فنان لم يأخذ حقه من النجومية؛ لذلك تفهمت نبأ اعتزال النجم الكبير عادل إمام، وإن كنت لم أعلق؛ باعتبار أن الأستاذ عادل "شبع نجومية"، وهو فنان متحقق، وبالتالي فإني اعتبرت قراره يأتي ـ في الغالب ـ تلبية لمشورة من أسرته وفي سياق حصوله على قسط من الراحة "الإختيارية" بعد مشوار حافل بالانتصارات الفنية واللهاث لإمتاع جمهوره العريض على إمتداد الوطن العربي ودول المهجر، في مسيرة صال وجال بها ولم يلحق به أحد على مدار نصف قرن.

هل الحديث عن عادل إمام يبتعد بنا عن موضوع هذه السطور.. اعتزال نهائي للفنان لطفي لبيب وهو الخبر الذي تأكد اليوم عن لسان الفنان القدير في حوار متلفز وتحول إلى "ترند" بسبب شعبيته ومصداقيته وجودة أعماله.

أبدا...

لأنني أرى أن انكسار لطفي لبيب مرتبط إلى حد بعيد بغياب عادل إمام..

الأستاذ عادل كان يحتضن هذا الفنان منذ أن قام بترشيحه بدور "منور" في فيلم وحيد حامد وشريف عرفة "النوم في العسل"، وعادل لمن يسأل عن عطائه هو أكبر مكتشف للمواهب وأعظم من يحتضنها ويؤمن بتواصل الأجيال؛ لأنه وجد من يحتضنه: فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي، وراجعوا أفلام الزعيم تجدوا كل الأجيال إلى جواره: أحمد راتب، أحمد آدم، أشرف عبد الباقي، محمد هنيدي، علاء ولي الدين، ضياء الميرغني...والعديد من الأسماء الموهوبة، وغياب عادل هو غياب لكبير العائلة الكوميدية.

تألمت لخبر اعتزال لطفي لبيب؛ لأنه في أوج توهجه ويادوب السينما بدأت تتعرف على إمكاناته وطاقته الجبارة المتنوعة بين التراجيدي والكوميدي، ودوره في فيلم يوسف معاطي "السفارة في العمارة" ومن مشاهده التي لا تنسى مشهد استعادة التورتة التي كان قد أحضرها وهو خارج من الاحتفال، وهو مشهد من صناعة عادل إمام، ولكن لبيب أداه ببراعة، أظهر قدرات هائلة للممثل الوطني الذي أمضى سنوات شبابه مجندا في الجيش المصري ونال شرف الانتصار في أكتوبر 1973، وتأخرت نجوميته كثيرا، اليوم يعتزل مرغما بسبب مرض في الحنجرة نتمنى له الشفاء والعافية، ولفت الأنظار إلى موهبة أخرى له لن يطالها المرض بإذن الله وهي الكتابة وهو خريج آداب الإسكندرية رغم أنه من بني سويف، وله إنتاج طيب في مجال الكتابة للطفل، نتمنى أن يحقق فيها بعض مما فقدناه من عطاء سينمائي ومسرحي وتليفزيوني وإذاعي.

أرجو أن يستمتع بعيدا عن شقاء الأضواء مع بناته الجميلات: كاتيا، كريستينا، وكارمن لطفي لبيب.
-------------------------
بقلم: طاهـر البـهي

مقالات اخرى للكاتب

ماستر سين | محمد بيومي .. أبو السينما المصرية